حقوق الوالدين 2

ما من انسان قدم لك معروفا او ازال عنك هما او اعانك على قضاء حاجة الا وكان في مقدورك ان ترد له هذا الجميل وتستطيع ان تكافئه على معروفه وعلى ما قدمه اليك .

ولكن هناك شخصان مهما فعلت ومهما عملت فلن تستطيع ان ترد لهم من افضالهم عليك ولو مقدار حبة من خردل الا وهما( ابويك) فيكفي فخرا لهما ويكفيهما غزا ان الله تعالى قرن عبادته في برهما والاحسان لهما اذ قال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ) وخصوصا تلك المرأة الحنونة اللطيفة الودودة التي سهرت عليك الليالي الطوال ترعاك وتحنو عليك واذا اصابك مكروه انفطر قلبها عليك فهي لا تنام حتى تنام انت ولا تاكل حتى تشبع انت . ولا تسأم منك مهما تغالظت الا وهي (أمك).
فقد اتى رجل الى الرسول الكريم وقال له يارسول الله (حملت امي على ظهري على رمال لو وضع عليها اللحم لنضج فهل اديتها حقها فقال الرسول الكريم لعلها طلقة واحدة ).
ولكن مانشاهده في ايامنا هذه وخصوصا في المجتمعات الغربية وما نقلوه الى مجتمعاتنا الاسلامية من سوء ادب وسوء معاملة وعقوقا للوالدين شيء يندا له الجبين وتنفطر له القلوب .
فهل هذا اجرهما على ماقدماه .
هل تعلم ايها الانسان انه عندما تموت الام ينادي مناد من قبل الله عز وجل فيقول(يابن ادم قد ماتت التي كنا نكرمك من اجلها) فهذا الاكرام الالهي لك ايها الانسان انما هو بسبب هذه الام الطيبة .
اما رسولنا الكريم قد بين متى يستطيع الانسان ان يكافىء ابويه ويواديهما ما لهم من حقوق فقد قال الا ان تجدهما اسيرين فتعتقهما) هل اسيرين حرب لا ليس هذا المقصود .
بلا اسيرين للشهوات ولتعلقات الدنيا وتعرفهما على ربهما وترشدهما على طريق الخير في هذه الحالة تكون قد حذت على رضى الله ورضاهما .فهلا فعلت ذلك .